افتش عنك

افتش عنك


في حبات المطر ... في أوراق الشجر
في أعين القادمين من السفر ... في أوجه المصلين
و في دموع القدر
جاء عيدك
إني أراك ورقة صفصافٍ سقطت على كتبي
إني أراك قطرة مطرٍ سكنت على معطفي
و الكل يراك كلمة حبٍ صلى لها حبري
أراك في فنجان القهوة ... و في صحف اليوم
أراك في عيون الشعب ... وفي جبروةِ السلطان
أراك في عظمة المتنبي ... و في سحر جبران
أراك في صوت حليم ... وفي إبداع نزار
أراك في جرأة البحر ... و في همسات المطر
أراك في صفحاتيَ الأولى ... و في دمعاتيَ الأولى
أراك رسولاً للصادقين ... و إلهً للعاشقين
أراك في كل ألوان العمر ... يا دمعة الياسمين
دعيني أخفيك في صدري في غفلةٍ من الليل الحزين
دعيني أضمك إلى قلبي حتى نذيب عصر الجاهلية و التكفين
دعيني أغطيك بمعطفي من أجل أن ترتاحي من برد السنين

فأنا خُلٍقْتُ لكي احبك ... و أدعوا الشعوب إلى دين الزاهدين
و أُخْتٍرْتُ رسولا منك ... لأنشر رسالتك بين قلوب العاشقين
و أكسر أصنام الهوى
و أصوم عن حواء من بعدك ... و أزكي بكلماتي لقلوب المحبين
فأنا أحبك رغم أنف القدر ... و رغم صيحات كل المجانين
أحبك جدولاً و حمامةً و عصفورةً على شباك غرفتي تغردين
و أنا أحبك دون أطماعٍ دون نفاقٍ دون تجاربٍ و أنت تعلمين
و أقسم باسمك الذي تكونت على هامشه حضاراتٌ و أقصيت على عتباتهِ إمبراطورية الحنين
أنك انشودتي الوحيدة و عصفورة قلبي البيضاء و وقلبي الواحد الوحيد
و بأني أفتش عنك في حقول اللوز و التين
إني أفتش عنك
بين أجنحة الحمام ... و في أصوات البلابل
و بين كلمات نزار ... و في عيون الأيائل
و بين حزن الشتاء... وفي دخان السجائر
و أنا أحبك أحبك أحبك
حتى يموت الفجر ... وتنتحر أبجدية الأوائل
لقد جاء عيدك يا حبيبتي
فحضري لي بسمتك و جهزي لي فرحك فأني لولاهما لست بموجودٍ اولست تدرين
shadi