بعد أيام من الحكم بسجن ضابطي شرطة مصريين بتهمة تعذيب الموقوف عماد الكبير، بدأت الأجهزة الأمنية المصرية التحقيق في واقعة تعذيب جديدة، أسفرت عن وفاة موقوف، وفق ما أعلن مصدر أمني، فضل عدم الكشف عن هويته، الأربعاء 7-11-2007.وقال المصدر إن احمد صابر سعد (22 عاما) اعتقل بعد اتهامه بحيازة مخدرات، ولكن القضاء أمر بإطلاق سراحه بسبب عدم وجود أدلة. إلا أن رجال الشرطة تجاهلوا أمر إطلاق السراح، واحتجزوا المشتبه به لمدة ثلاثة أيام في مركز الشرطة في حي الجيزة بالقاهرة.وأكد أن سعد "تعرض للضرب والتعذيب طيلة 3 أيام قبل أن يرمى به في الشارع"، ليتوفى بعدها.وتدين المنظمات الحقوقية الدولية بانتظام التعذيب في اقسام الشرطة المصرية. وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش ساره ليا ويتسون في يناير الماضي إن "التعذيب شئ معتاد في مراكز الشرطة المصرية". كما انتقدت منظمة العفو الدولية في ابريل الماضي "عمليات التوقيف التعسفية والاعتقال المطول بدون محاكمة والتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة من جانب المسؤولين الأمنيين, لا سيما مباحث أمن الدولة التي تتمتع بصلاحيات واسعة في ظل حالة الطوارئ التي أبقت عليها الحكومة, بصورة شبه متواصلة, طوال الأربعين سنة الماضية". وأكدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان في أغسطس الماضي أنها رصدت 567 حالة تعذيب من بينها 167 حالة تعذيب افضى الى الموت منذ العام 1993. وأضافت المنظمة, التي تعد اكبر المنظمات الحقوقية المصرية, ان هذه الحالات ليست سوى "عينة مقارنة بمئات الحالات الأخرى التي لم يتسن لنا رصدها".