تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة إلى مدينة زيوريخ السويسرية غدا الثلاثاء لمعرفة قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشأن حق استضافة نهائيات كأس العالم 2014 .
ولم يتقدم لاستضافة البطولة سوى البرازيل ما جعلها المرشحة الوحيدة لتنظيم هذه البطولة المقرر إقامتها في أمريكا الجنوبية طبقا لنظام المداورة بين القارات والذي يتبعه الفيفا منذ سنوات.
وفي الوقت الذي تستعرض فيه اللجنة التنفيذية بالفيفا الملف البرازيلي الذي تستعرضه لجنة الملف البرازيلي اليوم سيطرت أجواء البطولة على أنحاء البرازيل بالفعل حتى قبل منحها حق الاستضافة.
ونظرا لان كرة القدم هي اللعبة ذات الشعبية الاولى في البرازيل فالجميع ينتظر الحصول على حق التنظيم بفارغ الصبر دون أي شك في منح البرازيل شرف استضافة البطولة للمرة الثانية في تاريخها بل إن البعض بدأ بالفعل في وضع خططه المستقبلية لهذه البطولة بدءا من بائع المثلجات (الدندرمة) وحتى كبار مسئولي الحكومة.
وبالفعل أدخل بائع دندرمة يدعى جوزيه أولاده الثلاثة البالغة أعمارهم 14 و12 و11 عاما إحدى مدارس كرة القدم حيث قال "يكلفني ذلك خمس دخلي الشهري لكنني أتمنى أن يكون أحدهم ضمن المنتخب البرازيلي في كأس العالم".
أما جوزيه أرودا محافظ ولاية برازيليا فقد أصدر أوامره بإدراج كأس العالم ضمن المقررات الدراسية مبررا ذلك بأنه أمر ضروري ليعلم الشبان والصبية أهمية هذه البطولة بالنسبة للبرازيل.
وتخوض البرازيل هذه الحملة لتنظيم كأس العالم كمرشحة وحيدة للاستضافة بعد انسحاب كولومبيا قبل عدة شهور.
ونالت البرازيل استحسان لجنة الفيفا المكلفة بالتفتيش والتقييم لاستعدادات البرازيل لاستضافة كأس العالم وذلك قبل الاستعراض الاخير للملف البرازيلي أمام اللجنة التنفيذية بالفيفا غدا والتصويت من قبل هذه اللجنة على حق الاستضافة.
وتوجت البرازيل بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة كما أخرجت البرازيل للعالم مجموعة من أفضل اللاعبين أصحاب المهارات العالية على مدار تاريخ اللعبة مثل الأسطورة والجوهرة السوداء بيليه بالإضافة إلى مواطنيه جارينشيا وروماريو ورونالدو ورونالدينيو وكاكا.
لكنها لم تستضف نهائيات البطولة سوى مرة واحدة سابقا وكانت عام 1950 ولكن أوروجواي أفسدت عليها الاستضافة وتوجت باللقب اثر تغلب منتخبها على نظيره البرازيلي 2/1 في المباراة النهائية على استاد "ماراكانا" الشهير في مدينة ريو دي جانيرو.
وستكون بطولة كأس العالم 2014 مسألة كبرياء داخل الملعب وخارجه.
ولم يخف مسئولو لجنة الفيفا للتفتيش والتقييم خلال زيارتهم للبرازيل في آب/أغسطس مخاوفهم من عدة أمور مثل الناحية الأمنية.
وأكد مفتشو الفيفا أن المنظمين في البرازيل يجب أن يعملوا بتعاون وترابط وثيق مع الفيفا لتحقيق المعايير عالية الجودة التي يجب توافرها في جميع البنود لتنظيم البطولة.
وذكر تقرير لجنة التفتيش الذي نشر يوم الخميس الماضي أن "معايير ومتطلبات كأس العالم تفوق كثيرا نظيرتها في أي بطولة أخرى في تاريخ البرازيل".
ولكن المفتشين أوضحوا أيضا أن "البرازيل هي الاختيار المناسب لاستضافة كأس العالم 2014 .. يتضح أن البرازيل لديها أغنى تراث كروي متميز في العالم".
وأوضح التقرير أيضا أن "البرازيل أظهرت إمكانياتها وكشفت عن قدرتها التامة على تنظيم كأس عالم رائعة".
ولم يكن غريبا أن يعلن ريكاردو تيكسييرا رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم عن وجود جهود قومية هائلة ستبذل في حالة ضمان حق استضافة البطولة.
وقال تيكسييرا: "الامر لا يتعلق بنيل حق التنظيم في 30 تشرين أول/أكتوبر فحسب. فإذا أربكنا أنفسنا قبل عام 2014 من الممكن أن يسحب الفيفا حق التنظيم.
واتخذ تيكسسيرا من كولومبيا مثالا على ذلك حيث أكد أنها اختيرت سابقا لاستضافة كأس العالم 1986 لكنها تنازلت عن التنظيم بعد ذلك إلى المكسيك نظرا لفشلها في مواجهة المتطلبات والمعايير التي يشترطها الفيفا في التنظيم.
ويشارك في استعراض الملف البرازيلي غدا الثلاثاء في مقر الفيفا بمدينة زيوريخ العديد من النجوم والشخصيات البارزة من البرازيل بداية من الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا ومرورا بالعديد من النجوم مثل الأسطورة روماريو والروائي الشهير باولو كويليو.
وقال دا سيلفا إن كأس العالم ستحسن صورة البرازيل مثلما نجحت من قبل في تحسين صورة ألمانيا التي استضافة بطولة كأس العالم 2006 .
ولكن الصحفي الرياضي الشهير جوكا كفوري حذر من عدم قدرة البرازيل على تقديم التسهيلات والامكانيات والمنشآت التي وفرتها ألمانيا لاستضافة البطولة في العام الماضي.
ويتضمن الملف البرازيلي أسماء 18 استادا مرشحة لاستضافة مباريات البطولة لكن 14 منها تحتاج إلى تحديث وتطوير بينما لم تنشأ الاستادات الأربعة الأخرى حتى الآن.
وحذر كفوري من احتمالات الارتفاع المفاجئ في الميزانية المخصصة للنقل والإقامة والتي حظيت باستحسان لجنة التفتيش مثلما حدث بالنسبة لنفس الميزانية في دورة الألعاب الأمريكية التي أقيمت في وقت سابق من هذا العام بمدينة ريو دي جانيرو حيث ارتفعت من 400 مليون ريال مثلما كان مقررا إلى أربعة مليارات ريال (6ر1 مليار يورو).
وقال اللاعب البرازيلي السابق سقراط: "لن أستثمر في كأس العالم مثل رجال الاعمال." بينما قال مواطنه واندرلي لوكسمبورجو المدير الفني السابق للمنتخب البرازيلي: "الكثير من البرازيليين لا يتفهمون كيف يمكن أن تقام كأس العالم في بلد يعاني سكانه من الجوع".
ولكن الجوانب المادية والفساد لم تعد المشكلة الوحيدة المثيرة للقلق حيث قال ماوريسيو موراد المتخصص في علم الاجتماع إن العنف المتزايد وارتفاع معدلات الجريمة يبرزان أيضا كمشكلة أخرى.
ولكنه اعترف أيضا بأن الشعور القومي بكرة القدم سيدفع الجميع إلى التعبئة العامة من أجل إنجاح البطولة وجذب الزائرين.
وعلى أي حال لم يعد تفكير البرازيليين منصبا فقط على الاحتفال غدا بنيل حق تنظيم البطولة إذا وافق الفيفا على ذلك وإنما امتد تفكيرهم إلى البطولة نفسها.
وقال شرطي في ريو دي جانيرو: "لن أعمل بالتأكيد خلال فترة البطولة. إذا لم أستطع الحصول على إجازة في وقت البطولة سأترك عملي".